ثالث إلى الدور نصف النهائي من بطولة الولايات المتحدة المفتوحة لكرة المضرب آخر الدورات الأربع الكبرى، والمقامة على ملاعب "فلاشينغ ميدوز" الصلبة في نيويورك والتي يبلغ مجموع جوائزها 6ر20 مليون دولار.
في ربع النهائي، فاز فيدرير بصعوبةٍ على اللوكسمبورغي جيل مولر 7-6 (7-5) و6-4 و7-6 (7-5) وديوكوفيتش على الأميركي أندري روديك المصنف ثامناً 6-2 و6-3 و3-6 و7-6 (7-5).
ويلتقي فيدرير مع ديوكوفيتش في نصف النهائي الأول، فيما تجمع المباراة الثانية بين الإسباني رافايل نادال المصنف أول والبريطاني أندي موراي السادس.
في المباراة الأولى، حقق فيدرير "ملك فلاشينغ ميدوز" فوزه الثاني والثلاثين على التوالي على الملاعب الأميركية، وبلغ نصف النهائي في البطولات الكبرى للمرة الثامنة عشرة على التوالي بدأها في ويمبلدون الإنجليزية ثالث هذه البطولات عام 2004.
وعانى فيدرير لتحقيق الفوز رغم أن المنافس مصنف في المركز 130 عالمياً، وخاض التصفيات ليتأهل على حساب الجزائري لمين وهاب صاحب المركز 254 في العالم.
وقال فيدرير بعد الفوز: "جيل قدم مستوى عالياً جداً في هذه البطولة، فقد أرسل بشكلٍ جيد وكان التغلب عليه صعباً. الشمس القوية والهواء الشديد هما من العوامل التي لا تساعد على اللعب جيداً، لكني سعيد بالتأهل بعد الفوز بثلاث مجموعات مع أني كنت أعتقد بأننا نتجه إلى لعب الرابعة".
وكان مولر قريباً من إحراز المجموعة الثالثة بعد أن سنحت له الفرصة مرتين في الشوط الفاصل، لكن خبرة فيدرير جعلته يستسلم.
ورغم أن الفارق بين المصنف ثانياً حالياً بعد أن تربع على الصدارة 237 أسبوعاً دون انقطاع وصاحب 55 لقبا بينها 12 لقباً في البطولات الكبرى وبين المصنف 130 كبير في الواقع، إلا أنه لم يكن كذلك في هذه المباراة.
وصحيح أن فيدرير لم يكن مهدداً تحت حرارة الشمس المرتفعة من منافسه، لكنه لم يكن مرتاحاً في اللقاء فأنهى المجموعتين الأولى والثالثة بشوطٍ فاصل، وسيطر التعادل في الثانية قبل أن يكسب الشوطين الأخيرين وينهيها بخبرته.
وفي المباراة الثانية، لم تكن معاناة ديوكوفيتش أمام روديك المدعوم من جمهورٍ كبيرٍ بالقدر الذي واجهه خصمه أمام اللوكسمبورغي، مع أنه أرغم على لعب مجموعةٍ رابعة أنهاها بصعوبة بشوطٍ فاصل.
وحسم ديوكوفيتش المجموعتين الأولى والثانية بسهولة 6-2 و6-3 مما أعطاه دفعاً معنوياً لم يستغله في الثالثة، ففاز روديك الذي كان قريباً من إنهاء المجموعة لمصلحته بعد أن كسر إرسال الصربي وتقدم 4-3 مستفيداً من إرسالاته القوية (بلغ سرعة أحدها 228 كلم/ساعة)، والساحقة (15 إرسالاً في المباراة).
وكان روديك متقدماً في الشوط الثامن 30-15 وعلى وشك إنهاء المجموعة لمصلحته، لكنه ارتكب خطأ مزدوجاً شكل نقطة تحوّل مهمة لديوكوفيتش الذي جر منافسه الأميركي إلى التعادل، ثم إلى شوطٍ فاصلٍ أنهاه لمصلحته والمباراة أيضاً فيما بعد.
وقال روديك بعد الخسارة: "لعبت بطريقة فيها مخاطرة بعد أن خسرت المجموعتين الأوليين وإذا ما تعرضت لموقفٍ مماثل سأعيد الكرة، لأن هذه الطريقة أعادتني إلى الأجواء، وفزت بالمجموعة الثالثة وكنت الأقرب إلى الفوز بالرابعة".
من جانبه، صرح ديوكوفيتش: "أنا سعيد جداً بالفوز على روديك في معقله والمكان المفضل لديه وأمام جماهيره". مضيفاً: "قبل يومين قال روديك أن لدي 16 إصابة واليوم الجمهور لا يحبني لأنه يعتقد بأنني كنت أدعي هذه الإصابات. هذا الأمر الذي قد يكون مزحة من جانبه ليس مستحباً لأن الجمهور الذي وصل عدده إلى 20 ألف متفرج بالغ كثيراً خلال المباراة وباتت الضغوط علّي كبيرة في اليومين المقبلين".
وفي اللقاء المنتظر بين فيدرير وديوكوفيتش سيحاول الأول المضي إلى النهائي وإحراز اللقب ليصبح بذلك أول لاعبٍ في التاريخ يتوج 5 مرات متتالية في بطولتين من البطولات الكبرى بعد أن حقق ذلك في ويمبلدون من 2003 وحتى 2007.